top of page

الانكماش يضرب سوق الشحن العالمية .. الأسعار تتراجع والمنافسة تحتدم

أعلنت شركة ميرسك الدنماركية للشحن البحري اعتزامها الاستغناء عن عشرة آلاف موظف للحفاظ على ربحيتها في سوق الشحن الذي ترى أنه يشهد انكماشا يفوق توقعاتها السابقة.

الانكماش يضرب سوق الشحن العالمية .. الأسعار تتراجع والمنافسة تحتدم

وصرح الرئيس التنفيذي للشركة فينسنت كليرك أنه جار خفض عدد العاملين في الشركة بسبب انخفاض أسعار الشحن واحتدام المنافسة في مجال النقل البحري. وقال كليرك في تصريحات لشبكة تلفزيون بلومبيرج: "إذا نظرت إلى حجم الطلبيات، وما سيحدث خلال الأعوام المقبلة، أعتقد أننا سنرى بيئة مضغوطة وخافتة للغاية خلال العامين إلى الأعوام الثلاثة المقبلة". وذكرت ميرسك في بيان أمس أنها تتوقع توفير 600 مليون دولار من خلال إجراءات شطب الوظائف، كما تعتزم الشركة، ومقرها في كوبنهاجن، إيقاف العمل ببرنامج إعادة شراء الأسهم لعام 2024 والحد من نفقاتها الرأسمالية خلال عامي 2023 و2024. وتواجه شركات شحن الحاويات تراجعا مفاجئا في أرباحها بعد الأرباح القياسية التي حققتها خلال عامي 2021 و2022 في ظل تزايد الطلب على السلع الاستهلاكية خلال فترة جائحة كورونا، فضلا عن ارتفاع أسعار الشحن في تلك الفترة جراء تراجع المعروض من سفن الشحن. وبحسب تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أونكتاد للنقل البحري لعام 2023، فإنه لا يزال النقل البحري العالمي يواجه تحديات كثيرة، بما في ذلك السياسات التجارية الصارمة والتوترات الجيوسياسية والتغيرات في أنماط العولمة؛ إلا أنه، رغم هذا، يبقى قطاعا مرنا. يتوقع تقرير الأونكتاد الذي نشر الشهر الماضي، نموا مستمرا ومعتدلا في أحجام التجارة البحرية على المدى المتوسط (2024 - 2028). وعلى الرغم من انخفاض معدلات تجارة الحاويات والمقاسة بالأطنان المترية بنسبة 3.7في المائة، إلا أنه وبحسب توقعات الأونكتاد، هناك زيادة بنسبة 1.2 في المائة في عام 2023 وتوسع بأكثر من 3 في المائة خلال الفترة 2024-2028. لكن يبقى هذا المعدل أقل من النمو على المدى الطويل البالغ نحو 7 في المائة على مدى العقود الثلاثة السابقة. يعكس الضعف في تجارة الحاويات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع التضخم ورجوع أرقام الطلب إلى مستوياتها الطبيعية بعد الارتفاع غير المعتاد خلال جائحة كورونا. تأثرت التجارة البحرية، ولا سيما شحنات البضائع السائبة الجافة والناقلات بالحرب في أوكرانيا وذلك ابتداء من أوائل عام 2022. إذ أسهمت الحرب في تغييرات في أنماط الشحن وزيادة المسافات التي يجب على شحنات السلع قطعها، وبخاصة شحنات النفط والحبوب. فقد تجاوز نمو الأميال الطنية النمو بالأطنان لعامي 2022 و2023 والنمو المتوقع لعام 2024. وتراجعت مسافات تجارة الحاويات منذ عام 2020، لكنها تزايدت بشكل طفيف في عام 2023. وشهدت تجارة الحاويات داخل آسيا، التي تمثل أغلبية التجارة داخل المنطقة، زيادة كبيرة على مر الأعوام. وبما أن التجارة بين البلدان الآسيوية تكون على مسافات قصيرة، فإن متوسط المسافات المقطوعة لكل طن من شحنات الحاويات في تجارة الحاويات منخفض نسبيا. كما تعكس هيمنة تدفقات تجارة الحاويات داخل آسيا أنماط التصنيع العالمية مع استمرار بقاء الصين رائدة في مجال التصنيع العالمي، بدعم من بلدان شرق آسيا المجاورة. كما أنها تعكس المشاركة المتنامية لكثير من بلدان شرق آسيا في سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية.

٠ تعليق

Comentários


bottom of page