قريبًا جدًا سينتهي المشهد الانتخابي ويختفي أثره وسندخل في مرحلة جديدة إلا وهي مرحلة مجلس الأمة الجديد، وهنا ستتجدد الآمال نحو تحقيق الهدف المطلوب من تطلعات وطموحات للشعب الكويتي، وستعود وتيرة العمل إلى ما كانت عليه، ولكن هل سيعود الجميع إلى ما كانوا عليه! .
العراك السياسي بين مرشحين مجلس الأمة كان أحد الظواهر السيئة في المشهد الانتخابي، فالبعض من المرشحين باتت ندواتهم عبارة عن توجيه اتهامات لمنافسيهم، ووصل الأمر إلى السب والقذف والإشارة إلى ارتكاب مخالفات مالية، وبسبب تصاعد الأحداث أصبحت خلافات المرشحين هي حديث المواطنين والذين انصرف البعض منهم عن متابعة البرامج الانتخابية للمرشحين وباتوا أشد حرصًا على متابعة الصراعات.
ولكني أتساءل بعد انتهاء الانتخابات وفوز البعض وخروج البعض منهم من السباق الانتخابي، كيف سيكون الآمر بين المرشحين الذين دخلوا في عراك ومشاحنات ، هل ستعود العلاقات إلى ما كانت عليه سابقًا أم ستكون العداوة مستمرة، أعتقد أن خسارة « كرسي المجلس » هي أخف وطئًا من أن يخسر الإنسان أبن وطنه.
وكم كنت أتمنى أن يكون التنافس الانتخابي بعيد كل البعد عن تلك الأساليب التي يرفضها ديننا الحنيف، وتمقتها الأخلاق والأعراف، وأن يكون التنافس بالاجتهاد في وضع برامج انتخابية قوية، وإقناع الناخبين بالمرشح بطريقة أكثر عقلانية.
اطمح أن يقوم كبار الشخصيات والعقلاء بالتدخل عقب انتهاء الانتخابات وعقد جلسات تجمع بين جميع المرشحين السابقين، وحثهم على دمج مجهوداتهم إن أرادوا حقًا تقديم خدمات عامة للوطن، وأن يتناسوا أية ضغائن تولدت خلال فترة الانتخابات.
Comentários