top of page

حل زراعي سحري لإطعام العالم

على عمق 340 مترا تقريبا من متنزه نورث يورك مورز في إنجلترا، يتجمع حشد من عمال المناجم في كهف غارق بالمياه الجوفية. في اليوم السابق، استخدموا 100 كيلوجرام من المتفجرات لتفجير الصخور والوصول إلى نفق يؤدي إلى الساحل.

حل زراعي سحري لإطعام العالم

سيمتد هذا النفق في النهاية لمسافة 37 كيلومترا، ويربط عمودا طوله 1.600 متر بميناء تيسايد. وسيساعد على نقل الإنتاج من منجم وودسميث المخطط له إلى أسواق التصدير حول العالم. سينتج مشروع وودسميث البوليهاليت، وهو سماد وصفه ديف كوك بأنه "غبار ذهب"، وهو عامل منجم فحم سابق يبلغ من العمر 60 عاما يقف بين الأنقاض بجوار دلو معدني أصفر يمكنه حمل تسعة أشخاص إلى أعلى وأسفل العمود. يقول: "عندما أغلقت مناجم الفحم في المملكة المتحدة، اعتقدنا أن التعدين قد انتهى بالنسبة إلينا. إننا ننتقل من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى إطعام العالم". لقد جاءت ثقة كوك بسماد البوليهاليت من صاحب عمله، شركة أنجلو أمريكان - التي تعتمد على هذا المعدن لإحداث تغيير جذري في الصناعة التي تقول إنها عالقة في حالة ركود منذ عقود، والمساعدة على إطعام ما يصل إلى مليارات الأشخاص حول العالم. يقول توم ماكولي، من فيلادلفيا الذي يرأس أعمال مغذيات المحاصيل في شركة أنجلو أمريكان، إن ذلك سيغير قواعد اللعبة بالنسبة إلى المزارعين وهم يسعون جاهدين لإنتاج الغذاء لعالم من المتوقع أن يحتاج إلى 60 في المائة من السعرات الحرارية الإضافية بحلول 2050. يسأل ماكولي: "إننا بحاجة إلى زراعة العدد نفسه من المحاصيل على مدى الأعوام الـ40 المقبلة التي قمنا بها في الثمانية آلاف عام الماضية. كيف سنفعل ذلك؟ يحتاج العالم إلى تفكير تحويلي اليوم". كما تراهن الشركة المدرجة على مؤشر فتسي 100، والمعروفة بتعدين خام الحديد، والمعادن الأساسية، وفحم صناعة الصلب ومعادن مجموعة البلاتين والألماس، على أن منجمها المخطط إنشاؤه سيعمل على تنويع إيراداتها وتخضير محفظتها التي تهيمن عليها مواد تلوث البيئة. ومن الممكن أن يساعد هذا المشروع الضخم، ذو البصمة السطحية الصغيرة نسبيا، على إعادة تنشيط صناعة التعدين في المملكة المتحدة بعد عقود من التراجع في قطاعي الفحم والقصدير التقليدية. لكن ليس الجميع مقتنعين بذلك. فقد انخفضت أسهم شركة أنجلو 31.4 في المائة منذ بداية العام حتى الآن، أكثر من نظيراتها مثل بي إتش بي وريو تينتو، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف المستثمرين بشأن المشروع العملاق. ليست وحدها تكلفة الإنشاء المتوقعة للمنجم، الذي يقع بالقرب من مدينة ويتبي الساحلية الخلابة، التي تبلغ تسعة مليارات دولار، هي ما يثير قلقهم. بل إن سوق سماد البوليهاليت لم تثبت نجاحها في قطاع يعد فيه البوتاس، الذي يتم إنتاجه بكميات كبيرة في كندا وروسيا وبيلاروسيا، المعدن المهيمن متعدد العناصر الغذائية. يجادل النقاد بأن "التفكير التحويلي" الذي يتبناه ماكولي أصبح لا يرتكز على الواقع. أنهم لا يرون الطلب الكافي على ملايين الأطنان من المعادن المتخصصة التي تنتجها حاليا شركة واحدة أخرى فقط في العالم. يمكن أن يعتمد مستقبل شركة أنجلو، جزئيا، على ما إذا كان المزارعون والموزعون ينجذبون نحو الحبيبات التي ستنتجها شركة وودسميث ذات يوم، التي يدعي المسؤولون التنفيذيون في الشركة أنها تتمتع بخصائص سحرية تقريبا. يقول ليام فيتزباتريك، محلل في دويتشه بنك: "الأمر يتعلق بالسوق حقا. يمكن أن نجلس هنا عام 2035 ونقول، "يا لها من أعمال رائعة" - لكن يبدو الأمر وكأنه رهان كبير على منتج غير مثبت". المعدن المنسي قبل أكثر من 250 مليون عام، قبل أن تسكن الديناصورات الأرض، تحولت الصفائح الجليدية الذائبة إلى برك من المياه في بحر زيشستين وامتدت من شرق بريطانيا إلى ما يعرف الآن بدول البلطيق. عندما تبخرت المياه، تركت وراءها طبقات من الأملاح: بوليهاليت تعني حرفيا "أملاحا كثيرة". تم اكتشاف الرواسب في يوركشاير في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتمر عبر ألمانيا إلى شمال بولندا، لكن تم تجاهل المعدن إلى حد كبير لعقود من الزمن. وتعتقد شركة أنجلو أمريكان أن هذا الأمر ينبغي أن يتغير. يحتوي سماد البوليهاليت على البوتاسيوم - الذي يجعل المحاصيل قوية وأكثر مقاومة للطقس القاسي - إضافة إلى ثلاثة عناصر غذائية أخرى تعزز المحاصيل: الكبريت، والكالسيوم والمغنيسيوم. وعلى عكس المنتجات المنافسة، فإنه يحتوي على نسبة منخفضة من الكلوريد، وهو معدن يضر بخصوبة التربة ويقلل إنتاجية بعض المحاصيل. تدعي شركة أنجلو أن سماد البوليهاليت، أو ما تسميه "بولي 4"، يتمتع بمزايا أخرى مقارنة بالأسمدة التقليدية، حيث تظهر المحاصيل المزروعة باستخدامه زيادات في المردود بنسبة تراوح بين 3 و5 في المائة مقارنة بتلك المزروعة باستخدام الأسمدة الحالية. ويمكن أن يحدث ذلك فرقا كبيرا بالنسبة إلى المزارعين الذين يعملون بهوامش ربح ضئيلة. يقول فانديتا بانت، رئيس القسم التجاري في بي إتش بي، وهي شركة تعدين أخرى دخلت مجال الأسمدة: "لقد ارتفع إنتاج المحاصيل 50 في المائة منذ 2000 ولم تزد رقعة الأراضي المزروعة إلا بنسبة 3 في المائة للفرد. ومن أجل تلبية زيادة أخرى بنسبة 35 في المائة بحلول 2050، نحتاج إلى زيادة الإنتاجية بشكل أكبر حتى المفتاح هو مردود المحاصيل". المزايا الأخرى المزعومة لسماد البوليهاليت هي أن العناصر الغذائية يتم إطلاقها تدريجيا وأن امتصاصها، نسبة إلى كمية الأسمدة المنتشرة، أفضل من المنتجات الموجودة. ويقال إنه يعزز استهلاك المحاصيل من النيتروجين والفوسفور، بينما تنمو الفواكه والخضراوات مثل الكيوي والبطاطس بأحجام أكثر انتظاما يسهل بيعها. يقول ماكولي من شركة أنجلو: "لا أريد أن أسميه حلا سحريا، لكنه جيد كما هو معروف اليوم". تدعم ادعاءاته 1.800 تجربة مع مهندسين زراعيين ومزارعين. هناك شبكة من موزعي السلع الزراعية، بما في ذلك العملاق الأمريكي آرتشر دانييل ميدلاندز وشركة سيبرا البرازيلية، لديها اتفاقيات توريد ملزمة مع شركة أنجلو وتقوم ببناء خطط عمل مستقبلية حول سماد بولي 4. يقول ماكولي: "كل ما يمكنني إنتاجه، سيأخذونه". يقول سيمون بورثويك، رئيس قسم الأسمدة في سيفترا، وهي شركة زراعية في المملكة المتحدة تجري تجارب على سماد بولي 4 في 60 مزرعة في المملكة المتحدة وأيرلندا وافقت على توزيع سماد بولي 4 في أوروبا، إن النتائج تبدو حتى الآن "واعدة". لكن البيانات المتاحة للعامة لم يتم الاطلاع عليها بعد، كما يقول بيتر إيمريش، زميل في معهد نورويتش للتنمية المستدامة. ويقول: "لا أعتقد أنه يمكنني أن أقول أي شيء عن مدى جودة هذا الأمر مقارنة بالبدائل، نظرا إلى قلة البيانات والأبحاث المستقلة المتوافرة". يوافق على ذلك روجر سيلفستر برادلي على ذلك، الذي يقود أبحاثا حول أداء المحاصيل في أيه دي أيه إس، وهي شركة استشارية زراعية مستقلة أجرت تجارب نيابة عن شركة أنجلو أمريكان. ويقول: "لقد أصبحت الأمور ظاهرة"، مضيفا أن سماد البوليهاليت يمكن أن يكون مفيدا "بشكل معتدل" لكن "ليس بشكل كبير". هناك مخاوف أخرى أكثر أهمية. لكي تتمكن المحاصيل التجارية من النجاة، تحتاج - بترتيب تنازلي من حيث الأهمية - إلى ثلاثة مغذيات كبيرة رئيسة: النيتروجين، والفوسفور والبوتاسيوم، التي في الأغلب ما يتم اختصارها إلى إن بي كيه حسب رموزها في الجدول الدوري. لذا، من العيوب الرئيسة أن سماد البوليهاليت لا يحتوي على النيتروجين أو الفوسفور ويحتوي على 14 في المائة فقط من البوتاسيوم. ويحتوي البوتاس، وهو المعدن المستخدم في الأسمدة، على 60 في المائة، ما يعني أن المزارعين سيضطرون إلى استخدام أربعة أضعاف كمية البوليهاليت لمعادلة تغطية البوتاس بالبوتاسيوم. تجتمع العناصر الغذائية الأربعة الموجودة في سماد البوليهاليت معا في عبوة واحدة، وهو ما يمثل جانبا سلبيا محتملا للتسويق نظرا إلى أن أنواع التربة المختلفة تحتاج إلى كميات متفاوتة، رغم إمكانية مزجها مع الأسمدة الأخرى. تهدف شركة أنجلو في المقام الأول إلى إحداث تغيير جذري في سوق البوتاس الواسعة، التي تمثل خمس إجمالي 180 مليون طن من المحتوى الغذائي الذي يتم بيعه كل عام. ويشكل حوض ساسكاتشوان العملاق في كندا، وهو قاعدة الموارد للشركتين الرائدتين حاليا وهما نوترين وموزايك، إلى جانب مستودعين آخرين في روسيا وبيلاروسيا، نحو 70 في المائة من إنتاج البوتاس العالمي. ويصنف الاستشاريون البوليهاليت كواحد من نحو عشرة أسمدة متخصصة بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، مع سوق سنوية مجمعة تبلغ نحو ثلاثة ملايين طن من المنتجات وأقل بكثير من حيث المغذيات. ومن المقرر أن يرتفع إنتاج منجم وودسميث إلى خمسة ملايين طن سنويا بحلول نهاية العقد، ثم يصل إلى 13 مليون طن بعد ذلك بعامين، اعتمادا على طلب السوق. إن خطر فائض العرض واضح. يقول بانت من شركة بي إتش بي مازحا: "إنها ليست سوقا ثورية. إنها سوق متخصصة للغاية وتحتاج إلى النمو فقط". المواد الخام اللازمة للنمو بالنسبة إلى أكبر شركات التعدين في العالم، قد لا تبدو الأسمدة المكان الأكثر وضوحا لتوجيه رأس المال إليه نظرا إلى توقعات الطلب المتزايدة على نحو سريع على المعادن المتعلقة بالتحول إلى الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، مثل النحاس، والنيكل والليثيوم. لكن الحرب في أوكرانيا العام الماضي أظهر أهميتها. حيث ارتفعت أسعار القمح، والحبوب والخضراوات بسرعة، وكان للأسمدة دور رئيس في الاضطرابات. وأدت العقوبات الغربية ضد روسيا وبيلاروسيا ـ اللتين تنتجان 40 في المائة من البوتاس في العالم ـ إلى خفض إمدادات البوتاسيوم، بينما خلفت الزيادات في أسعار الغاز، وهو المادة الخام الرئيسة للأسمدة النيتروجينية، تأثيرا شديدا أيضا. وعلى المدى الطويل، سيتطلب النمو السكاني مزيدا من إنتاج الغذاء، فوفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن أكثر من 735 مليون شخص ليس لديهم ما يكفي من الطعام أصلا. ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 9.8 مليار نسمة بحلول 2050، وسيطالب جزء أكبر من هؤلاء الأشخاص بنظام غني بالعناصر الغذائية. "لم يتطور أي بلد" دون زيادة نسبة البروتين الحيواني في النظام الغذائي، كما تقول الزبيتا كلاين، التي ترأس الجمعية الدولية للأسمدة. "ستحتاج إلى مزيد من الحبوب، والبذور الزيتية، وفول الصويا، والذرة لإطعام تلك الحيوانات". وفي الوقت نفسه، تتدهور صحة التربة نتيجة الإفراط في الزراعة وتغير المناخ. إن ثلث التربات في العالم متدهورة بالفعل، وفقا لبيانات وكالة الأمم المتحدة، من الممكن أن تنخفض الأراضي الصالحة للزراعة المتاحة إلى النصف بحلول 2050. بالنسبة إلى كلاين، "الحل الوحيد" هو "التكثيف المستدام لكل ما ننتجه على الأرض اليوم". وفي بعض أجزاء العالم، مثل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يعني هذا مزيدا من الأسمدة. وفي الهند، يعتقد كثيرون أن هناك إفراطا في استخدام النيتروجين والفوسفات، بينما يحتاج استخدام البوتاس إلى تعزيز. وفي أوروبا والأمريكتين، حيث الزراعة تعتمد على الآلات بشكل أكبر بكثير، فإن ذلك يعني استخدام كميات أقل من الأسمدة بطريقة أكثر استهدافا، كما يقول ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة. كما تشهد الزراعة انقلابا بسبب الجهود المبذولة للحد من تأثيرها البيئي - فالقطاع مسؤول عن ربع إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة. ويتوقع بورثويك من شركة سيفترا أن سماد البوليهاليت "سيكون أحد العوامل الرئيسة التي يمكن للمزارعين استخدامها لمحاولة تقليل بصمتهم الكربونية". وفي الوقت نفسه، يضغط الاتحاد الأوروبي على المزارعين لخفض استخدام المبيدات والأسمدة، ومضاعفة الإنتاج العضوي، بينما تتحدث شركات الأغذية العالمية عن الزراعة المتجددة التي تعطي الأولوية لصحة التربة. وتقول شركة أنجلو أمريكان إن سماد البوليهاليت سيستجيب لهذه الاحتياجات. فبمجرد استخراجه من الأرض، يحتاج فقط لتحويله إلى حبيبات. لا توجد نفايات ولا معالجة كيميائية، ما يساعده على التأهل لسوق المنتجات العضوية ذات القيمة الأعلى. يقول تيم تشيني، رئيس قسم الأسمدة في مجموعة أرجوس للأبحاث: "نرى المنطق في الأمر. قد يكون سماد البوليهاليت هو المفتاح لانطلاق الوصول إلى سوق المنتجات العضوية لكن لا توجد دراسة حالة على هذا النطاق يمكن الرجوع إليها". لكن المنتقدين يشيرون إلى أن سماد البوليهاليت يفشل في حل المشكلة البيئية الحقيقية في الزراعة لكون الأسمدة النيتروجينية تسهم بنسبة 5 في المائة من التلوث، وفق دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج. هل المبالغ تزداد؟ كان هناك سؤالان يطاردان المالكة السابقة لمنجم وودسميث، شركة التعدين الصغيرة سيريوس مينيرالز: كيفية تمويل مثل هذا المشروع الضخم وما إذا كان سيكون هناك أي مشترين لإنتاجه. عملية إنقاذ شركة أنجلو أمريكان بقيمة 400 مليون جنيه استرليني لشركة سيريوس عام 2020 بددت السؤال الأول. حيث قامت شركة التعدين بالفعل ببناء أنفاق بطول 26 كيلومترا وحفرت عمودا واحدا على عمق 630 مترا. ورغم أن التكاليف لا تزال غير واضحة وأن قرار الاستثمار النهائي لن يكون مستحقا قبل العام المقبل، إلا أنه من شبه المؤكد أن منجم وودسميث سيبدأ الإنتاج هذا العقد. أما ما إذا كان سيتم تسليمه في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية المخصصة فهي مسألة أخرى. فقد سجلت شركة أنجلو انخفاضا بقيمة 1.7 مليار دولار للمشروع العام الماضي، وتتوقع إنفاق مليار دولار سنويا لبلوغ مرحلة الإنتاج الأولى بحلول 2027. ستصبح الهندسة أكثر صعوبة العام المقبل، عندما تصطدم آلات حفر العمود بشدة بحجر شيروود الرملي الحامل للمياه. لكن يبقى السؤال الآخر: هل كل هذا الجهد يستحق العناء؟ وباستخدام القيم السوقية للعناصر الغذائية المكونة لسماد البوليهاليت، تقدر شركة أنجلو أن كل طن سيكلف 170 دولارا. وتتوقع علاوة معقولة قدرها 20 دولارا للخصائص المفيدة مثل تحسين مردود المحاصيل. أضف إلى ذلك الفوائد العضوية وفوائد الاستدامة، وتعتقد شركة أنجلو أن السعر قد يصل إلى 380 دولارا للطن. آي سي إل بولبي هي الشركة الوحيدة في العالم التي تقوم حاليا بتعدين البوليهاليت، في موقع يبعد نحو 25 كيلومترا عن وودسميث. وقالت الشركة إن السعر الحالي للطن الذي يتم تسليمه إلى المزارع في المملكة المتحدة هو 200 جنيه استرليني (248 دولارا). ويضيف هوارد كلارك، مدير المبيعات والخدمات اللوجستية في أي سي إل بولبي، أنه "يمكنك أن تتلقى 260 دولارا مقابل هذا المنتج، لكن لا يمكنك الحصول عليه في كل مكان". تنتج شركة أي سي إل أقل من مليون طن من البوليهاليت سنويا وتبيع أقل من ذلك بقليل. وتهدف الشركة إلى زيادة هذا الإنتاج إلى نحو ثلاثة ملايين طن في العقد المقبل أو نحو ذلك، لكن كلارك يقول إن النمو "بطيء للغاية". ويضيف كلارك أن العقبة الرئيسة أمام العملاء هي انخفاض محتوى البوتاسيوم، وإن مجرد تكديس مزيد من المنتج على التربة يخاطر بالإفراط في استخدام الكبريت. ويقول: "حتى اليوم، لم نتمكن من العثور على سوق تستوعب 13 مليون طن من البوليهاليت". في أكتوبر، صادقت شركة بي إتش بي على توسعة ضخمة بقيمة خمسة مليارات دولار لمنجم جانسن للبوتاس التابع لها في كندا، ما رفع الإنتاج السنوي إلى 8.5 مليون طن وأوجد خطر زيادة المعروض في سوق منافسة. ومن شأن انخفاض أسعار البوتاس أن يوفر بعض الراحة للمزارعين والمستهلكين، بعد أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم. لكن بالنسبة إلى شركة أنجلو، قد يكون رخص المعدن المنافس كارثيا. بسعر 190 دولارا للطن من البوليهاليت، تقدر آر بي سي قيمة منجم وودسميث بـ1.7 مليار دولار فقط. ولكن بسعر 350 دولارا للطن، سيقفز هذا المبلغ إلى ما يقرب من 13 مليار دولار. يقول تايلر برودا، الرئيس العالمي المشارك لأبحاث المعادن والتعدين في آر بي إس: "إنه أكبر اختلاف في القيمة المحتملة رأيته على الإطلاق. إذا كان سعر البوليهاليت عند الحد الأدنى للتوقعات، فإن القيمة التي يتم إيجادها للمساهمين ستكون محدودة". "لكن إذا تمكنوا من تحقيق أسعار أعلى، فسيكون هذا أحد أفضل المناجم في العالم".


٠ تعليق

Comments


bottom of page