• ولي العهد دعا في «قمة القاهرة» المجتمع الدولي لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة فوراً وفتح ممرات آمنة
• سبب المأساة ازدواجية المجتمع الدولي وسيكون لها تداعيات خطيرة على أمن المنطقة والعالم
• تباين في «قمة القاهرة» حول حق «دفاع إسرائيل عن نفسها» وإدانة «حماس»
• الاختلاف تسبب في عرقلة البيان الختامي للاجتماع مع الاكتفاء بسرد أبرز المواقف
• دعوات عربية ودولية إلى وقف النار والسماح بالمساعدات ورفض التهجير والعودة لـ «الدولتين»
شدد ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد على رفض الكويت أية دعوات هدفها التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وتحميل دول الجوار تبعات هذه المأساة التي تعتبر انتهاكاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي، داعياً المجتمع الدولي إلى ممارسة دوره بالإيقاف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية إلى أهالي غزة.
وقال سموه، خلال كلمته بقمة القاهرة للسلام أمس، إن التطورات الاستثنائية المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق تحمل تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بل العالم كله، معرباً عن ألم الكويت لاستمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء.
وعبر عن أسفه للعقاب الجماعي الذي يتعرض له المدنيون العزل في القطاع بغارات جوية متواصلة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء، أطفالاً ونساء ورجالاً، مع الاستمرار في استهداف الخدمات الأساسية وقطع إمدادات الكهرباء والماء والغذاء والوقود ودعوات التهجير القسري لسكان القطاع، مشدداً على تعارض تلك الممارسات مع القانون الإنساني الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة. وأشار سموه إلى أن هذه المأساة الإنسانية هي نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي إلى إيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة، مجدداً إدانة دولة الكويت لما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، مع إدانتها في الوقت نفسه قتل المدنيين وتعريضهم للأسر والاعتقال.
وأكد سموه موقف الكويت الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو (1967)، مع التمسك بخيار السلام العادل الشامل كخيار استراتيجي وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.
وشهدت قمة القاهرة للسلام أمس، التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعوات عربية ودولية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات إليه، وضرورة وقف أي مخططات لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، والسعي إلى استئناف عملية السلام، ومنح الفلسطينيين حقوقهم التي تكفلها القوانين والقرارات الدولية بما في ذلك حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على أراضي 1967.
وطرح السيسي، خلال كلمته الافتتاحية بالقمة، التي شارك فيها زعماء من 31 دولة ومنظمة دولية، «خريطة الطريق» للحل في غزة، تبدأ من توصيل المساعدات إلى القطاع المحاصر، والاتفاق على وقف إطلاق النار، على أن يلي ذلك مفاوضات تؤدي إلى «حل الدولتين».
وفي إشارة إلى رفض بلده القاطع لمحاولة دفع الفلسطينيين للنزوح من القطاع إلى سيناء المجاورة، أكد السيسي أن «تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً».
وشدد على أن «حل القضية ليس التهجير، وإنما العدل وحصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير»، محذراً من أن الأزمة الحالية تهدد «استقرار المنطقة» كلها.
بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن إسرائيل لن تستطيع الاستمرار في تهميش 5 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال، وأنه لا يوجد حل عسكري لمخاوف إسرائيل الأمنية، محذراً من أن «عواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا».
وغداة تشديد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على رفض المملكة لسياسة التهجير الجماعي القسري للفلسطينيين في غزة، دعا وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في القمة، إلى تحرك عاجل من أجل وقف إطلاق النار فوراً.
وأفادت معلومات بأن خلافات حول «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» و«إدانة حماس» عرقلت صدور بيان ختامي عن القمة، إذ اكتفت الرئاسة المصرية بإصدار بيان حول أبرز المواقف.
ووسط انتقادات عربية للموقف الغربي من الصراع الدامي، انفردت إسبانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، ولفتت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى أن ثمة حاجة لممر إنساني لقطاع غزة قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار. وشددت بريطانيا وألمانيا على ضرورة أن تضبط إسرائيل نفسها وتحترم القانون الدولي في أي عمليات عسكرية مع ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين.
إلى ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، خلال القمة، أنه «حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع» بغزة، لافتاً إلى أن الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار الحقيقيين هو «الحل القائم على وجود دولتين».
وفي تفاصيل الخبر: غداة دعوة سموه المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، أعلن ممثل أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، رفض الكويت القاطع لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تهجير أهالي غزة، ودعوتها إلى وقف كل العمليات العسكرية على الفور، وتوفير الحماية للمدنيين، وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية إلى القطاع.
وبعد ساعات من إلقاء سموه كلمة الكويت أمام الاجتماع الأول لقادة دول مجلس التعاون وقادة رابطة آسيا (الآسيان) بالعاصمة السعودية الرياض، ألقى ممثل صاحب السمو كلمة ثانية في قمة القاهرة للسلام هذا نصها:
«فخامة الأخ عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة. إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو. أصحاب المعالي والسعادة. الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في البداية يطيب لي أن أنوب عن حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وأن أنقل إليكم جميعاً خالص تحيات سموه وصادق دعواته لكم بالتوفيق والسداد لكل ما فيه خير للمنطقة والعالم أجمع.
ونتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على عقد هذه القمة التي تأتي في ظل تطورات استثنائية مأساوية يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وما تحمله هذه التطورات من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة، بل العالم كله».
تهجير وعقاب
«أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أصحاب المعالي والسعادة: نتابع بكل ألم استمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، ونشهد العقاب الجماعي الذي يتعرضون له من خلال استهداف المدنيين العزّل بغارات جوية متواصلة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء أطفالاً ونساء ورجالاً، والاستمرار في استهداف الخدمات الأساسية وقطع إمدادات الكهرباء والماء والغذاء والوقود ودعوات التهجير القسري لسكان القطاع. ولا يخفى على أحد أن تلك الممارسات تتعارض مع القانون الإنساني الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.
أصحاب المعالي والسعادة: إن هذه المأساة الإنسانية هي نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة. ودولة الكويت، إذ تجدد إدانتها لما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، فإنها تدين في الوقت نفسه قتل المدنيين وتعريضهم للأسر والاعتقال وتدعو المجتمع الدولي لممارسة دوره في الإيقاف الفوري لكافة العمليات العسكرية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية لأهالي غزة. كما ترفض دولة الكويت أية دعوات هدفها التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وتحميل دول الجوار تبعات هذه المأساة التي تعتبر انتهاكا لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
وختاماً، فإننا في دولة الكويت قادة وحكومة وشعبا نؤكد موقفنا الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (1967) ونجدد تمسكنا بخيار السلام العادل الشامل كخيار استراتيجي وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وبما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها».
قمة الخليج - آسيان
وفي الرياض، ألقى ممثل أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أمس الأول، كلمة الكويت في القمة الخليجية العربية مع رابطة الآسيان، وهذا نصها:
«صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. إخواني أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. الأصدقاء أصحاب الفخامة قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان).
معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. معالي الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان). أصحاب المعالي والسعادة. الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية، يطيب لي أن أنقل لكم جميعا تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه، معربين عن وافر الشكر والتقدير للأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مهنئين مقامه الكريم بمناسبة مرور تسع سنوات على توليه مقاليد الحكم والشكر موصول للأخ العزيز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها على ما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
كما أعرب عن عظيم سروري للمشاركة في الاجتماع الأول لقادة دول مجلس التعاون وقادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) الذي يجسد إضافة مهمة في مسيرة العلاقات الطيبة بين الجانبين والرغبة الصادقة المشتركة نحو تطوير وتعزيز هذه العلاقات لتشمل آفاق تعاون أوسع في مختلف المجالات.
ونلتقي هنا اليوم آملين أن يسهم اجتماعنا في تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين دولنا مقدرين الجهود المبذولة من اللجان الوزارية والفنية الأخرى والتي توجت بالانتهاء من إعداد خطة العمل المشتركة للفترة (2024 - 2028).
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي: انطلاقا من حرص دولة الكويت على حسن الجوار تؤكد ضرورة اتخاذ حكومة جمهورية العراق إجراءات حاسمة عاجلة لمعالجة تداعيات الحكم الصادر بشأن الملاحة في «خور عبدالله».
وتعرب عن قلقها حيال تطورات الأحداث الأخيرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددين دعوة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق... مؤكدين موقف دولة الكويت الثابت المبدئي في الوقوف إلى جانبه ومساندته.
وفي هذا الصدد لا تفوتني الإشادة بمواقف رابطة دول جنوب شرق آسيا لالتزامها الدائم تجاه القضايا العادلة وتعاونها مع دول مجلس التعاون لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة ومواقفها إزاء القضايا الإسلامية والعربية والإقليمية والدولية.
وفي الختام، فإننا ندعو الله عز وجل أن يحفظ أوطاننا ويديم عليها الأمن والتطور والازدهار وأن يوفق الجميع لما فيه الخير لدولنا والرفاه لشعوبنا».
Comments