top of page

حرب الرسوم الجمركية: الصين تستهدف قاعدة ترامب الانتخابية دون إغلاق باب التفاوض




فرضت الصين رسومًا جمركية انتقامية على المنتجات الزراعية الأميركية، تشمل الذرة والدجاج، في خطوة تهدف إلى إلحاق الضرر بقاعدة الناخبين الجمهوريين لدونالد ترامب، لكنها لا تزال مقيدة بما يكفي للإبقاء على فرصة التفاوض على صفقة تجارية، وفقًا لخبراء ومحللين.


منذ توليه منصبه في يناير الماضي، أطلق ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية ضد حلفاء وخصوم، وشملت مؤخرًا زيادة كبيرة في التعريفات على المنتجات الصينية. وردت بكين بسرعة بإجراءات مضادة تستهدف الواردات الزراعية الأميركية، التي يتم إنتاجها في ولايات صوتت لصالح ترامب.


وأشار المحلل الزراعي إيفن باي إلى أن الصين “تستهدف تحديدًا الولايات الجمهورية الزراعية التي دعمت ترامب”. وأضاف أن سرعة الاستجابة الصينية تعكس وجود خطة معدة مسبقًا تشمل قائمة واسعة من الأهداف المحتملة.


في عام 2023، استوردت الصين منتجات زراعية أميركية بقيمة 29 مليار دولار، وهو ما يجعلها أكبر مستورد عالمي لهذه المنتجات. وبدءًا من الاثنين، ستفرض بكين رسومًا إضافية تتراوح بين 10% و15% على العديد من المنتجات، مع تركيز أعلى على الدجاج، القمح، الذرة، والقطن، بينما ستخضع فول الصويا، الذرة الرفيعة، اللحوم، الفواكه، والخضروات لرسوم أقل.


ضربة اقتصادية للولايات الجمهورية


من المتوقع أن يكون تأثير هذه الرسوم أقوى على المناطق الجمهورية مقارنة بالمناطق الديمقراطية، حيث أظهرت دراسة لمؤسسة بروكينجز أن تعريفات الصين الانتقامية السابقة هددت نحو 700 ألف وظيفة، ثلثاها في مقاطعات مؤيدة لترامب. كما كشفت تحليلات أن الولايات الزراعية التي يعتمد اقتصادها على الصادرات، مثل إلينوي، ستكون الأكثر تأثرًا.


بين الضغوط والاتفاق المحتمل


يرى خبراء أن هذه الإجراءات قد تزيد الضغط السياسي على ترامب، خاصة مع ارتفاع التضخم وتراجع الصادرات. ومع ذلك، فإن التجربة السابقة تظهر أن تأثير الرسوم على ناخبي الولايات الحمراء قد لا يكون كافيًا لتقليل دعمهم له.


وأشار درو تومسون، الزميل في جامعة نانيانغ التكنولوجية، إلى أن “تصعيد الصين للرسوم قد يؤدي إلى زيادة تمسك قاعدة ترامب به”.


وفي الوقت نفسه، تعهدت بكين بالتصدي بحزم للضغوط التجارية الأميركية، لكنها لم تغلق باب التفاوض، حيث أكد خبراء أن استجابتها حتى الآن تبقى محدودة مقارنة بسياسات ترامب العدائية.


وقالت سوزان شيرك، المديرة الفخرية لمركز الصين للقرن الحادي والعشرين: “الصين لم تتخذ أي خطوة تمنع إمكانية التفاوض، وهو ما تفضله بكين بشدة”.

Comments


©2020 by ALARAB-KW

bottom of page